تُعتبر ايران بلداً واسعاً في الجنوب الغربي لآسيا وتتمتّع بأهمية عالية بسبب موقعها
الاستراتيجي وكونها جسراً لارتباط الشرق والغرب، طريق الحرير وتراسيكا، والشمال
الجنوب نوستراك، وكذلك بسبب مجاورتها لثلاث عشر بلداً. وبما أنّ إيران تمتلك أكبر
احتياطات لهيدروكربونات في العالم وتحتلّ مكانة مرموقة في توفير الطاقة على المستوى
العالمي، تؤكد السياسات العامة الاقتصادية للبلاد على الاستخدام الحكيم لمصادر الطاقة
ورفع مكانة ايران في الأوساط والأسواق الدولية. وفي هذا السياق تمّ اتخاذ سياسات لتنمية
الصناعات المستهلكة للطاقة في الخطط التنموية العامة الايرانية من أجل ايجاد القيمة
المضافة.
وبسبب تركيز مصادر الطاقة في القسم الجنوبي للبلاد وامتداد سواحل الخليج
الفارسي وبحر عمان والّذي يوفّر امكانية الوصول إلى الأسواق العالمية، تمّ توفير بيئة فريدة
لتنمية الصناعات المستهلكة للطاقة في هذه المنطقة. ومن جانب آخر إنّ الدور الأساسي
الّذي تلعبه صناعات النفط والغاز في تنمية الصناعات المستهلكة للطاقة بما فيها الصناعات
البتروكيماوية قد وفّر أرضية مناسبة لاستقرار هذه الصناعات في المناطق الجنوبية للبلاد،
فاستقرار الصناعات المستهلكة للطاقة بما فيها الفولاذ والألومنيوم، والكهرباء،
والبتروكيماويات والإسمنت في هذه المناطق يؤدّي إلى تعادل التنمية من حيث النشاطات،
والسكان واستخدام مزايا هذه المناطق.